الأربعاء، 1 فبراير 2012

قصص حقيقية جداً -2

قصص حقيقية جداً

مــشهــدان -2






المشــهد الأول :


  ربما قابلت أحد الفقراء أو المعدومين يوماً ... رث الثياب .. سـائل .. أما مثل هذا الرجل فنادراً .. لى الرواية و عليكم التعليق .
أراه بعين الخيال يقوم بعمله المعتاد من تنظيف هذه الأماكن التى نأنف من دخولها .. فى المستشفي .. أتخيل حديث نفسه .
" مااذا أفعل يا ربي أولادى الصغار كيف أربيهم ؟! و زوجتي .. أليس هذا العمل أشرف لي من السرقة أو القتل أو الإتجار في الممنوعات ؟! أعنِّي يا الله ! " .. ثم رأى دورق جديد يلمع داخله كان شيء ما .. في هذا المكان و هذا القسم من المستشفي لا أظن أن التخمين عسير .. بالتأكيد "بول" " urine "  ما كان منه إلا أن أفرغ محتوياته و استبدلها بالماء و الصابون تمهيداً لأخذه معه إلى المنزل .. لم أسمع عن هذا الرجل إلا عندما حضرت في المساء و استمعت إلى سخرية الممرضات و أصحاب هذا الدورق المدرج حيث أمر الطبيب مريضه بهذا ليقيس كفاءة عمل الكلية .. و قد وشي أحدهم على صاحبنا البائس عندما رآه حاملا إياه و به الماء و الصابون فستنتج بدهاء و سخرية القصة كاملة .. فما  منهم إلا الضحك الشديد و السخرية " بالتأكيد طمع  أن ينقع فيه التمر على الإفطار لأولاده " استرجعوه منه و انتهت القصة .. 
لكتى أحسست بمرارة شديدة .. ما يسمونه الكوميديا السوداء " black comedy " أى بؤس و حظ عاثر هذا الذي حمله ليفعل ذلك !!


المــشــهد الثانى :


كثيراً ما نقابل أطفال الشوارع و المتسولين .. أحياناً نعطيهم بدافع الشفقة .. أحياناً لإنها صدقة في أى وجه من وجوه الخير بغض النظر عن إستحقاقهم لها أو لا .. و في بعض الأوقات نري أننا بذلك نشجعهم على التسول و القبيح من الفعل .. و لا أخفي سراً أن البعض يعطيهم لإبعادهم حيث يتحولون إلى أشياء لزجة شديدة الإلتصاق في بعض الأحيان .. و آسَف لقولى هذا .
حسـناً .. لن أطيل الوصف .. كانوا مجموعة من الأطفال زُرِعوا في التراب و من الواضح أنهم لم يروا الماء منذ فترة طويلة .. كانوا أيضاً بادين العداء .. كنت أنا راكبة لتوي الحافلة و توقف السائق لحين إكتمال الركاب .. هؤلاء يطرقون زجاج النافذة جواري بشدة ..
الحقيقة أننى أجفلت و شعرت بخوف و نفور أكثر من تفكيري في أن أعطائهم شيء من عدمه .. ما كان منهم عندما رأوا هذا التعبير إلا أن و بسرعة البرق تصايحوا و نادي أحدهم صاحبه أن يسرق نظارتي و أخذوا يحاولون العبث بأى شيء تحاول أيديهم الوصول إليه و أخذوا يتضاحكون .. ستر الله أن تحركت العربة و انطلقت .. و لم أصب بسوء و الحمد لله .


اعتاد هؤلاء مختلف ردود الفعل من الناس و أعتقد أن قلوبهم الصغيرة اكتست بالحقد و البغض كرد فعل طبيعي على هؤلاء حسنوا الهيئة الذين اعتادوا الغذاء الصحي و الهندام الأنيق .. و أهل يحبونهم .. أتوقع عندما يكبروا لو طُلب منهم أن يقتلوا أمهم ذاتها مقابل أى شيء سيقتلوها .. " كارثة حقيقية " للأسف . 
ربما نخطئ نحن أيضاً في ردود أفعالنا .. مهما كان فهم أطفال قليلو الحيلة لكنى لا أستطيع توقع رد فعلهم إن عاملناهم بلطف مبالغ فيه لربما خافوا و فروا كأنك تحرمهم من شيء إعتادوا عليه .
و بما أننا أسقطنا أنظمة فاسدة و انقلبت الكثير من الموازين .. ما عدت أري شيء مستحيل .. فربما تصدر قوانين ما بوجوب تعليم هؤلاء و توفر لهم المسكن و الحياة الحريمة و تعيد تأهيلهم نفسياً .. من يعلم قد يخرج من بينهم أحد العباقرة .. أما إذا استمر الحال كما هو عليه الآن .. من السهل جداً أن يخونوا وطنهم .. لا عشنا إن حدث ذلك .




آيه فوزى 

هناك 19 تعليقًا:

  1. المشهد الاول صعب اوي

    ردحذف
  2. رائعة وحزينة :(

    تحياتى

    ردحذف
  3. سعيد باني اتعرفت علي مدونتك الراقية واستمتعت جدا بالقراءة اسلوبك جميل بسم الله ما شاء الله - وسعيد كمان بالنشابه في عنوان المدونة فكرة ومجرد فكرة
    لقد استمتعت هنا
    تحياتي

    ردحذف
  4. اولا ازيك يا آيه وربنا يعلم انتى واحشانى قد ايه
    ثانيا القصه رائعه
    بس بصراحه الاولى محزنه قوى وفعلا بنشوفها فى صور كتير بس اول مره احس بيها دلوقتى
    اما بالنسبه للقصه التانيه فانا قابلنى فعلا الموقف ده النهارده بس كان طفل صغير وافتكرته بيتسول علشان يشم او لحاجه وحشه بس صعب عليا قوى لما طلع من المحل وكان على وشه الكرب وهو بيطلع ياعينى شوية الفكه اللى لمهم لاخته

    ردحذف
  5. جميل ياايه بس اول مشهد صعب جدااااااااااااا وده حقيقى احنا ف مجتمع ساخر مبيراعيش مشاعر بعضه الامن رحم ربى ربنا يعافينا

    ردحذف
  6. كما قلتي يا دكتورة انها كوميديا سوداء نحياها لا نعلم ان كنا نضحك ام نبكي
    جميل ما نثرتي هنا
    تحياتي لكي

    ردحذف
  7. صدي الصمت

    أنا عارفة إنه صعب معلش .. بس هو حصل فعلا للأسف :(


    شكرا إيمان

    ردحذف
  8. كارمن

    الأروع مرورك :)

    ردحذف
  9. سندباد

    أنا الأسعد بتواجدك و معرفتك .
    أتمنى دوام التواصل
    نورت المدونة .

    ردحذف
  10. منه

    أنتى كمان وحشانى يا منون ؟
    شكرا لتواصلك . فعلا في أطفا ل و ناس تستاهل بس المفروض يكون الإهتمام بيهم بطريقة مقننه و أكثر فاعلية .

    نورتيني

    ردحذف
  11. علا

    و أحيانا يا علا بيكون السخرية من الشخص الواقه عليه المشكلة و الألم لإنه لا يوجد طريق آخر غير السخرية من الأحداث و المجتمع بأكمله :(

    شكرا يا لولو

    ردحذف
  12. مصطفي سيف الدين

    شكرا يا دكتور .
    سعيدة إنها عجبتك .

    ردحذف
  13. مشهدين بهما ما بهما وحولهما كلام كثير.
    لكن الامر كما يبدو لي هو مشكل انعدام المنظومة الاخلاقية
    حتى أولئك الأطفال لو وجدوا جوا يتبوا فيه قد يكونوا أفضلا حالا
    المسؤولية لا تسقط عن أحد.

    تحيتي لك أختي الكريمة.

    ردحذف
  14. أبوحسام الدين

    عندك حق .. كتير من مشاكلنا الحالية ترجع إلى إنعدام المنظومة الأخلاقية إبتداء من المربين .

    أشكرك.
    دمت بخير

    ردحذف
  15. صباح الخير د.اية الراقية
    وقصص رائعة ومؤثرة جداً من فكركم
    كم سرني الحضور هنا بعد غياب
    دمتم بكل ود

    ردحذف
  16. هكذا نحن يا صديقتي ....
    لا نشعر بمن هو دوننا ... لا نشعر بحاجاتهم وحياتهم لأننا لم نمر بها
    نظرة الحقد في عيون هؤلاء تساويها نظرة الكره في عيوننا

    انهم ناتج مجتمع نحن نعيش فيه ...

    ....
    ....
    جميله جدا د/ايه ان تذكرينا بهذا
    دمتي بكل خير

    ردحذف
  17. د. ريان

    شكرا لتواجدكم الكريم
    دمت بخير

    ردحذف
  18. مهندس / على درويش

    عودة طيبة أتمنى أن تكون بخير

    شكرا لتواجدك

    ردحذف
  19. مجهود رائع وممتاز، ولكن هل تعرف أنه يمكنك الاستفاده من هذا المجهود وكسب المال و تحقيق الأرباح من هذه المدونة عن طريق عرض بعض الإعلانات؟ نعم وذلك من خلال مشاهدة افضل كورس في الربح من المدونات والإنترنت على موقع كايرو هوم بيزنس كورس العمل من المنزل و الربح من الانترنت

    ردحذف