الأحد، 28 فبراير 2010

أنا .. و النجوم .. و القمر


أنا .. و النجوم .. و القمر

 

تلاشت فى هذا الفضاء الانهائى كل أحزانى .. بديع السماوات و الأرض .. سبحانك ربي .. كل هذا البهاء فى السماء!! كانت عيناى ترتويان بالنظر للنجوم .. بل و أقسم أنهما كانتا تلمعان مثلما يفعلون فى ظلام الكون .. أما النجوم فكانت تقلد نبض قلبي .. أشعر فيها بالحياة .. يزداد و يقل توهجها .. و أنى لأغبطها لتأكدى أنها تلهج بذكر الله أكثر منى ..
الله يا الله .. لم تضظرنى لأن أسافر كالرحالة .. أصعد جبل أو أنتظر الصيف أنظر للبحر أغامر في الأريزونا .. أذهب للمحيط الجليدي .. كى أتأمل عظمة خلقك و بأقل مجهود .. بدون أى تكاليف مادية .. أنال كل هذه السعادة ..
رحماك يا رب .. كيف يخاف ؟! كيف يقلق  من يرى هذه الزينة  الجميلة فى الكون .. الأسرار الغامضة الكاسحة التى تسببها بعض الهموم و المتاعب التى تثقلنا .. احتارت فيها عقولنا .. تمزقت لأجلها أبداً كمداً .. اعتذر يا الله .. يا قادر يا عظيم..  هذه الهموم لا شىء بجانب عظمتك .. توكلنا عليك أن تزيل ما بنا .. كلنا ثقة فيك يا صاحب الجلال و الإكرام .. ندعوك دعاء يونس قى ظلمات البحار .. " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين" ..
أرفع عينى في السماء .. أسرح فى سحر القمر .. لا أهتم بالتفسيرات المختلفة التى تحدثوا عنها  بشأن شكله .. أهو وجه إنسان ؟! أم ؟ .. أم ...؟!! إنما أعطانى مزيدا من القوة و الثقة بالله .. عندما نظرت إليه أول الأمر .. خدعنى نوره و جماله .. و أعطانى الإيحاء بأنه هو فقط في السماء.. و لا توجد نجوم ..تعجبت و تعمقت ببصري فى المظر حوله .. حتى وجدت الكثير من النجوم الصغيرة المئلألئة حوله ..
رأيت أننا  ننظر هكذا للأمور فى حياتنا .. لا نرى إلا ما نود رؤيته .. مثلا : إذا كان هناك شىء سىء نفكر به - مشكلة .. نعمى عن رؤية - عن الشعور بأى شىء حسن .. رغم أن السعادة من السهل أن نذوقها و بكثرة .. لك الحمد يا الله ..
شكراً أيتها السماء الجميلة .. شكراً للنجوم صديقاتى العزيزات اللاتى أتعلم منهن كثيراً فنون الحياة ..
أعدكم بزيارات كثيرة .. و ربما قابلت في مرة قادمة شعاب وهاج .. لكنكن تكفوننى حبيباتى .. 

السبت، 6 فبراير 2010

كلمة عادية

 كلمة عادية 

ها هى تنظر للمرة الخامسة بعد الألف إلى مرآتها لتتأكد أنها بكامل زينتها ... و تعيد تمثيل رسم أجمل بسمة على شفتيها .. ثم تنظر إلى الساعة بيأس ؛ فقد تأخر زوجها كثيرا ... تنظر إلى المائدة العامرة التى أعدتها .. الشموع الحمراء الهادئة .. تتأكد أن الزهور في موضعها .. ثم تنظر إلى الساعة .. كان سخطها يتزايد .. فقد كانت نظراتها تتوافق مع الصوت الذى تصدره دقاتها .. كاد ذلك أن يصيبها بالدوار .. جرعت من كوب الماء على المائدة .. و حاولت أن تهضم إهانته .. و تتناسي جدالها ..
تاهت مع دقات الساعة .. في ما حددث لها .. صدمها كثيرا أنها بعد عراكها في الدراسة .. و سهرها .. أن تجد من يقول لها لا عمل .. ثم تعيش معه فيأمرها بإحضار الطعام له و ينهاها عن أقوال إعتادت عليها .. ثم تظهر الصورة الثانية في ذهنها .. عن آخرشجار لهما .. تريد أن تخفي الصورة التى امتدت فيها يدها على زوجها .. تخفي الوقت الذى علا فيه صوتها على زوجها .. منظر الجيران الذين تجمعوا ليفضوا الاشتباك .. رأسها يدور .. تنظر إلى الساعة .. الواحدة بعد منتصف الليل .. الثانية .. الثالثة .. و لا تتوقف ثانية عن التفكير .. تتوقع أن تنفجر رأسها في أى لحظة .. لكن الدماء من رأسها ستفسد الثوب الذى تنتظر به زوجها .. تتمنى أن يصيبها الإغماء أو يغلبها النعاس .. أو الموت .. أيهما أسرع ..
  لكن هيهات .. تتذكر حفل زفافها .. تعود بالذاكرة إلى فترة الخطوبة .. و كيف كانت تقنع نفسها به بعد أن هجرها حبيبها .. فأرادت الإنتقام .. و أن توافق على أول من يدق بابها .. آه .. ها هى تصارح نفسها بالحقيقة التى لا تعترف بها أبدا .. هى مخطئة في حق زوجها كثيراً مواقف كثيرة لم يتخلى فيها عنها .. الساعة .. لم لم تستطع أن تميز أرقامها .. غلبها النعاس.. خيل إليها أن الساعة توقفت .. زوجها لم يحضر .. إنه نهار اليوم التالى ..في الوقت اذي نامت فيه رأت فيه حبيبها و زوجها و كأن زوجها روحه خرجت منه و دخلت في صورة الشخص الآخر..
اتجهت إلى صندوقها الصغير الذى تحتفظ فيه بصور حبيبها السابق و أحرقتها..كانت تنظر بتشف واضح لهذه الصور و هى تُحرق و إن جرأت دمعة على أن تتحجر بمقلتيها سرحت مرة أخرى مع هذه النيران الملهمة .. و انتظرت حتى تخمد..لكن رائحة الدخان كانت تملاء البيت .. فجرجت لتجد النيران مشتعلة في المنضدة بسبب الشموع التى نسيتها .. و أكلت هذه النيران الطعام و كل شىء .. تصارعت بداخلها الرغبة في أن تترك النيران تلتهما و ترتاح من ماضيها الأليم .. و حاضرها المشين .. لكن عز عليها أن تترك زوجها الذي أهانته دون مجرد إعتذار .. تصاعدت رغبتها في الحياة .. بمجرد أن تذكرته .. و صارعت النيران التى بلغتها ؟؟ و ارتفعت إلى أطراف ثوبها ؟؟ لو تشعر بعدها .. سوى بأن حلقها يؤلمها من الصراخ و رجليها تتألمان من الإسراع بالهرب .. بالحياة .. بالأمل .. و المستقبل .. وجدت نفسها خارج البيت .. أدركت أنها على قيد الحياة .. لم ترى عيناها سوى زوجها .. الذى تتدافع بين الحشود التى تجمعت .. احتضنها بشدة ..و قالت له كلمة عادية : آسفة..
تأبطت زراعه فوجدت أنها لا تقوى على السير .. حملها إلى المستشفى .. ناسيا مبيته تحت المنزل لتردده أن كان سيتركها أم لا .. إختفي الزوجان مبتعدنين .. تاركين الدخان و النيران .. و جموع الجيران المحتشدين يضربون كفا بكف متباينين المشاعر ...