الجمعة، 26 نوفمبر 2010

حـــــــــريــــــــة

حـــــــــريــــــــة

   
 الآن أقولها بالطريقة العشوائية .. العبث الممدد بين ذرات الهواء .. الرياح .. الضوء .. لوحتى الفنية بين أضواء الغروب البنفسجية .. الزرقاء .. و الصفراء.. الوردية .. أكمل هذه الرحلة .. بطيرانى .. و السحب التى ترسم أحلامى التلقائية .. قد هبط سقف الصبر عندي .. لكن الأمل بلغ العنان .. و علت دعواتى التى تردد صداها في كل الوديان ..
يوما ما .. جاء عصفوري العزيز .. سمع بكائي و تهليلي من شرفتى .. هاجة عاطفته لآمالى .. قد تعود رؤيتى هكذا كل يوم .. فأقسم يوما أن يكون الملبي .. المترجم .. أقسم أنه الرسول .. أنه من سيعيرني ريشاته يومين لا أكثر .. يومين ..
جائنى و قد تكسر كل قشة نجاة يمكننى التعلق بها .. حتى هو كلن إيمانى به ضعيفا .. فرغم شكله الرائع .. و جناحيه ممددان في الهواء .. و قوته و هو يضرب بهما في الهواء .. و رغم نشوة الحرية و كسر القضبان ..
لم تعجبنى رجفته حين الغروب .. إرتعاشه و تموجه .في الطيران ليلحق بمخدعه و مستجيبا لصوت صاحبه .. أحسست بعجزه و فقدت الثقة به .. لكنه جائني .. وعدنى .. و أقسم.....
أنا الأن في اليوم الثانى .. عند الغروب .. الآن أحمل جناحين بدلا من يداي .. الأن أشعر بالنعاس يدق في مؤخرة رأسي .. مثل أمس .. إنه الغروب .. حيث النوم .. 
ضاع نهاري في البحث عن الغذاء .. و تعبت من مجهود الطيران .. و في المساء يغلبني النعاس .. لا ليستت هذه هي الحرية التى رجوتها .. و ليست هذه هي أحلامى الحقيقية .. الغذاء و النوم ؟! هذه أحلام العصافير .. أنفذها أنا فقط بريشهم .. حققت أحلامهم بتعبي .. و تمنيت أحلامى بالبكاء كل ليلة ..
أنا الأن في اليوم الثانى .. عند الغروب .. إنه موعد العودة لكى أرجع  مكانى في منزلى 
 و يرجع العصفور لعالمه.. العصفور المحكوم بالمواعيد .. و قوانين الحياة و الصحاب ..
لا لن أعود .. لا يعجبنى هذا الحال .. لكنى لن أعود .. فيه هلاكى ؟! سأموت ؟! لن أعود .. ربما بذلك حققت ما أبغيه بتنفيذ النهاية التى أختارها أنا .. ربما أعود لاحقا .. ربما أتحول !! أتغير !! ربما ......
 الآن أقولها بالطريقة العشوائية .. العبث الممدد بين ذرات الهواء .. الرياح .. الضوء .. لوحتى الفنية بين أضواء الغروب البنفسجية.. طنين في رأسي ..... إنه النوم ....... طنين ...... ألم.... .. جناحى ..... إننى .......
   أكمل هذه الرحلة  بطيرانى  و السحب التى ترسم أحلامى التلقائية .. ماذا يحدث للريش حولى ؟!! هبوط ..  قد هبط سقف الصبر عندي .. لكن الأمل بلغ الــ...

 تــمــت   

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

بقايا منثورة

بقايا منثورة



بالأمس .. حين هجرنى النوم.. قادنى قائد مبهم إلى كشاكيل قديمة كنت أكتب فيها منذ زمن.. أفترشت الأرض و قضيت ساعات أقلب فيهم و أقرأهم.. متعجبة من أنى التى كتبتها.. و أخذت أراقب التغيرات  التى طرأت على أسلوبي أو طريقة تفكيري ..
أكثر ما تعجبت منه  و أنا صغيرة السن شعرت أنى متحمسة جدا.. و في بعض الكتابات وجدت إنسانة سهلة الكسر من رقة و هشاشة الإحساس الذي وصلنى منها
الخلاصة إنى تعجبت .. إندهشت .. و قررت أن أنقل أحد هذه الأوراق .. حيث أن كلماتها كانت تتردد في ذهنى لكن لم أكن أذكرها جيدا



أنت حى استفق
اعلم أنك حى .. تعد لك الحياة
أيها الجسد الراقد .. جاحظ العينين شارد
انفض عنك هذا الغبار المتراكم
يا جسد الوطن العربي.. أيها العملاق
لململ أشلائك .. داوى جروحك
و استعد ما تساقط منك .. لا تيأس
بالله عليك .. هلم معى
حقق حلم طفلتى.. استعد كرامة أخوتى
كفكف دموعا تجمدت على وجهك
الذي تساقط نت الخجل
استعد ذكرياتك .. و تذكر كيف كنت
بحق دجلة و الفرات و الأردن
بحق هانيبال و صلاح الدين و ياسين
اثأر لدم من تواروا تحت الثري
قم من رقدتك هيا
أريدها عالية مدوية
صرخة تهد الجبال .. تسمع العالم
تذكرهم من أنت .. و تخبرهم أنك حى
تصم آذان الأعداء.. تمزقهم أشلاء
لازلت تستطيعها .. صدقنى
لم يتجمد لسانك بعد
حبي و حب الملايين لك يساعدك
فلتفعلها.. قم لن تندم
---------


الجمعة، 20 أغسطس 2010

الـفـارســة

الفــــــارسة
أمى السيدة خديجة ..



علميني يا بدر التمام .. يا حبيبة رسول الله .. يا فارسة سيفها اليقين .. جوادها الإيمان .. من أين جائتك القوة في الصبر .. و الحكمة في الكلام !!
أُشهد ربي أنى أحبك .. و أحلم بلقائك ..أحلم بلقائك في بيتك القصب في الجنة الذي لا صخب فيه و لا وصب ..
لكن من أنا و مالِ الجنة!! كنتي في الزمن الشديد ثابتة .. مؤمنة .. أول من أسلم..
 
نحن الآن .. نهزنا الفتن من كل صوب .. نفتقد روح الإيمان .. مالي و مجلس رسول الله و تثبيته و وعده بالجنة ..
أعرف أن حجتي هزيلة .. فقد أسلمتي أمي في وقت كان الكفر في كل مكان .. و لا أدري  لو كنت في ذلك الزمان .. أكنت على الإسلام أو غيره .. الحمد لله على نعمة الإسلام ..
يا فارستي و أمي .. يا درة القلب.. 
ما لقلبي الضعيف قوة كقوة قلبك .. لازلت أنتمى للطين و الجسد الفانى .. لم تسمو روحى و تتدرب نفسي كما ينبغي ..
لطالما أجاهدها  .. لكنها تكسل أحيانا .. و أحيانا أخري يُضعفها من حولها .. و الغالبية التى تركت نفسها لهواها تحاول أن تخل موازين الدنيا من  الخطأ و الصواب ..
أعلم أنك يا أمى تدافعين أن الله خلق لنا الفطرة السليمة التى نميز بها ..أوافقك الرأى..
أدع لى بالثبات .. أسأل شفاعة الرسول .. بعد دعائي لله الكريم الرحيم أن يرينى  الطريق .. و يضيء نور قلبي للحق دائما ..
علمينى الحب .. كيف أخترتِ رسولنا .. حبيبنا و معلمنا -صلى الله عليه و سلم- صدقه.. أمانته .. أخلاق الرجال ..المختار المجتبي ليس كالبشر ..   
لكن الآن أماه .. اختلت كثير من الموازين .. لم يعد الاختيار بالأخلاق و الدين ..- و إن كان وجودهم أصلا يُعد كنز- إنما طغا عصر المادة .. و باتت المؤثرات حولنا تغري البنات و الشباب بسنوات عشق و غرام قبل أي إرتباط بحجة فهم الشخصية .. و إنما هو يتبعون خطوات الشيطان ..
أشتكى حالنا .. و إنى لأكره الشكوى لغير الله .. إليه المشتكى..
أثبت بنورك و نور المؤمنين الذي لم ينطفيء نورهم عبر السنين .. و من قبله بنور الله و كلامه في القرآن و سنة نبينا ..
ادعُ لى بالمزيد .. ادعُ لى أن يفقهنا الله في الدين .. فحدود معلوماتنا شيء مُغز ٍ ..
كلما حاولت الوقوف تشدنى نفسي و الدنيا و الشيطان ..
ألجأ إلى الله .. أتشبث بأستار رحمته .. تُغرينى نعمه و ستره ذنوبي .. يغرينى إنقاذه إياي من كثير من الشر الحمد لله .. 
لا أملك إلا الدعاء.
 كم يطرب قلبي بذكر الجنة .. كم  أشتاق للنظر إلى وجهه الكريم .. كم أحن إلى رؤية المؤمنين .. كم أتلهف لرؤيتك يا أمى الفارسة..

السبت، 17 يوليو 2010

إبتسامة على الطريق

 إبتسامة على الطريق

  هى لا تهتم بالمسميات .. مثلا : هذا الطريق الذي تسلكه يوميا من بيتها إلى العمل .. لا تهتم إن كان سفرا أو طريق عمل أو رحلة .. أو غير ذلك فقط .. تجلس بجوار النافذة .. و تتــــأمل..
الطريق .. العربات .. نساء و أطفال و ضجيج القاهرة .. أصبح منها مثل يديها أو أى جزء آخر لا ينفصل عن كيانها .. من حين لآخر تلتفت تداعب هذا الطفل .. أو تساعد تلك المرأة في الجلوس .. ثم شيئا فشئ تترك مساحة لهذه الإبتسامة  الصادقة  لتغزو  وجهها .. ذلك حين تسرح بوجهها في الوجوه المصرية الطيبة .. ما الذي من المحتمل أن يفكر هذا الرجل المتكئ على الباب .. هذا الوجه الذي إحتارت الشقوق و التجاعيد أين تجد في وجهه مكانا.. هل تتعالج هنا في العاصمة ؟! أم تائه أنت يا عمى في بلد الكاتب الجالس قرفصاء !! أو  تسرح في هذا الطفل الذى كان يبكي مذ وقت قصير و الآن يضحك ربما وعدت أمه " بمصاصة" إذا ظل "مؤدبا" و كف عن البكاء .. و هذه العجوز ذات النظرة المتشككة أمامى .. ربما تخاف لو عطس أحدهم فنقل إليها المرض أو هى تخاف على بيتها الذى تركته من اللصوص .. ما الذي أخرجها من بيتها .. ربما معاش زوجها المتوفى ..  ودت لو تربت على كتف هذه السيدة و تطمئنها أن كل شئ على ما يرام ..
لا تضع  كثير إحتمالات  .. تنتقل إلى شخصية أخرى في وجوه فيلم الحياة  .. هى لها فلسفتها الخاصة .. لا تجهد ذهنها في مستقبل كل منهم .. لا يستطيع خيالها تعدى اللحظة الحالية لأنها إن فعلت تتبدل كل طاقة لديها و إبتهاج بهذا العبث إلى حزن لِكم الآهه في العيون .. هى تنظر من نافذتها .. ترى الشمس مازالت تشرق .. العربات مازالت تسير تبطء أحيانا و تسرع أحيانا .. و البشر مازال لديهم هذا النفس الذى يتردد في الصدور .. إلى أن تصل إلى عملها و تمرق كنسمة باردة في حر الصيف إلى عملها توزع الإبتسامات التى ترتد إليها مرة أخرى بإمتنان من زميلاتها .. تتجه إلى كرسيها في المصلحة الذى بالطبع سيكون يوما ما .. مكتبا فخما .. آملة أن تجد لها مهام مكلفة بها تنجزها .. حتى لا تقضي يومها مثل كل يوم في الخيالات و الحكايات..

الأحد، 28 مارس 2010

إلـيكـِ سـيدتى

إلــيكـِ سـيدتى
ســــــيدتى
و ما أجملها كلمة .. حين أناديكِ سيدتى .. أُذيب فيها مشاعر حبٍ تراكمت منذ الميلاد .
مـــــيلادى
سيدتى .. في رحم أمى تمتعت بالدفء .. و الرحم حضن دافئ مظلم .. ملئ بدمها .. و منها غذائي .. كانت هذه الدَّعة .. اللهو .. أكان ما حدث بعدها حين لفظتنى أمى هو عقابي؟! أم أنه الواجب؟!
الــــــواجبـ
سيدتى .. أن الوقت حان .. إمدادى تسعة أشهر بما أحتاجه من شجاعة لمواجهة العالم .. أم أنه الوعد؟!
الــــــوعدـ
و آهٍ من الوعد سيدتى .. وعد أمى لوالدى أن تأتى له بالشهداء .. وعدها و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة أن يسحب أولادها القادمون الشمس الخائفة من مخبأها ..
أم وعد الجبناء بهدم الأرض .. صلب أحلام الصغار على أشلاء المآذن المحترقة .. البيضاء اللامعة .. الصفراء .. الخضراء.. أصبحت سوداء..
ســــــوداء
سوداء .. حمراء .. مزيج ما بينهما .. إعتادت عيناي على رؤيتهما منذ خرجت من بطنها .. الدم الأحمر للأطفال على أرضي .. حمراء هى شفتاكِ يُزهران كضحكات الأطفال .. عيناكِ سوداواتان .. أتوه فيهما مع شظايا الحلم..
الــــــحلم
الحلم الذى يُطاردنى كل ليلة .. في عيون الأطفال .. ليسوا كالكبار من الموالين الجبناء .. يرتعشون في ذعر كالقطط .. عيون أطفالـنا مليئة بالحماس و الأمل .. حلم التحرير .. حلم آخر..
سيدتى في عيناكِ يراودنى أرى حلمك .. الليل يعالج آلامه بريق عينيك .. لكن عيناي..
عــــــيناى
عيناي صارتا نصلاً أحارب بهما .. أترين أنهما تصلحان للغزل..
الــــــغزلــ
أترغبين فيه ككل حبيب؟! لا أعرف غير أنى سمعت الكلمة تتردد على قلبي .. حين تاهت أحاسيسي و ارتفعت مع ضوء القمر .. أثناء سيري في الطريق اللانهائي بين حاضري و مستقبلي .. أنارت صورك طريقي .. و رأيت على هامش الأحلام عُرسنا يتألق وسط أنوار الاحتفالات ..
أنــــــوار الـاـــ حتفالاتـ
الواقع سيدتى أنها في أرضنا لم تكن سوىـ احتفالات يومية إعتدنا عليها .. غارات يومية و مذابح علنية تُنصب في الطريق .. تروى أرضي الدماء المُثخنة باللعنات التى تصبها على ما يُسمى العروبة .. التى أضاعت التسميات ..
التــــــــسمياتــ
لا أدري سيدتى .. نفسي .. ذاتى ماذا أُسمى؟! مجاهد.. فارس.. حالم .. عاشق .. مجنون .. طموح .. منكسر .. خائب .. أرجو أن أكون شهيد .. هل أنا عربي ؟! أم أكتفي و أقول إنسان؟!
إنـــــــسان
أتدرين سيدتى .. جاءت كلمة إنسان من الأنس .. ذلك الذى أرغب به معك أترضين؟!
ترضــــــــين
يدتى أن تزحفى معى تحت أنفاق الجهاد .. و يكون حبك تسليحي بالبارود؟! أن تكون نار حبنا وقوداً يُضئ فوق مساجدنا .. و أن تعلى حماسنا و جهادنا .. و نحقق الأمانى ..
الأمـــــــانى
بكل ما في نفسي أقول لكِ أمنيتى البسيطة الحالية
"تجوزينى"

الأحد، 28 فبراير 2010

أنا .. و النجوم .. و القمر


أنا .. و النجوم .. و القمر

 

تلاشت فى هذا الفضاء الانهائى كل أحزانى .. بديع السماوات و الأرض .. سبحانك ربي .. كل هذا البهاء فى السماء!! كانت عيناى ترتويان بالنظر للنجوم .. بل و أقسم أنهما كانتا تلمعان مثلما يفعلون فى ظلام الكون .. أما النجوم فكانت تقلد نبض قلبي .. أشعر فيها بالحياة .. يزداد و يقل توهجها .. و أنى لأغبطها لتأكدى أنها تلهج بذكر الله أكثر منى ..
الله يا الله .. لم تضظرنى لأن أسافر كالرحالة .. أصعد جبل أو أنتظر الصيف أنظر للبحر أغامر في الأريزونا .. أذهب للمحيط الجليدي .. كى أتأمل عظمة خلقك و بأقل مجهود .. بدون أى تكاليف مادية .. أنال كل هذه السعادة ..
رحماك يا رب .. كيف يخاف ؟! كيف يقلق  من يرى هذه الزينة  الجميلة فى الكون .. الأسرار الغامضة الكاسحة التى تسببها بعض الهموم و المتاعب التى تثقلنا .. احتارت فيها عقولنا .. تمزقت لأجلها أبداً كمداً .. اعتذر يا الله .. يا قادر يا عظيم..  هذه الهموم لا شىء بجانب عظمتك .. توكلنا عليك أن تزيل ما بنا .. كلنا ثقة فيك يا صاحب الجلال و الإكرام .. ندعوك دعاء يونس قى ظلمات البحار .. " لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين" ..
أرفع عينى في السماء .. أسرح فى سحر القمر .. لا أهتم بالتفسيرات المختلفة التى تحدثوا عنها  بشأن شكله .. أهو وجه إنسان ؟! أم ؟ .. أم ...؟!! إنما أعطانى مزيدا من القوة و الثقة بالله .. عندما نظرت إليه أول الأمر .. خدعنى نوره و جماله .. و أعطانى الإيحاء بأنه هو فقط في السماء.. و لا توجد نجوم ..تعجبت و تعمقت ببصري فى المظر حوله .. حتى وجدت الكثير من النجوم الصغيرة المئلألئة حوله ..
رأيت أننا  ننظر هكذا للأمور فى حياتنا .. لا نرى إلا ما نود رؤيته .. مثلا : إذا كان هناك شىء سىء نفكر به - مشكلة .. نعمى عن رؤية - عن الشعور بأى شىء حسن .. رغم أن السعادة من السهل أن نذوقها و بكثرة .. لك الحمد يا الله ..
شكراً أيتها السماء الجميلة .. شكراً للنجوم صديقاتى العزيزات اللاتى أتعلم منهن كثيراً فنون الحياة ..
أعدكم بزيارات كثيرة .. و ربما قابلت في مرة قادمة شعاب وهاج .. لكنكن تكفوننى حبيباتى .. 

السبت، 6 فبراير 2010

كلمة عادية

 كلمة عادية 

ها هى تنظر للمرة الخامسة بعد الألف إلى مرآتها لتتأكد أنها بكامل زينتها ... و تعيد تمثيل رسم أجمل بسمة على شفتيها .. ثم تنظر إلى الساعة بيأس ؛ فقد تأخر زوجها كثيرا ... تنظر إلى المائدة العامرة التى أعدتها .. الشموع الحمراء الهادئة .. تتأكد أن الزهور في موضعها .. ثم تنظر إلى الساعة .. كان سخطها يتزايد .. فقد كانت نظراتها تتوافق مع الصوت الذى تصدره دقاتها .. كاد ذلك أن يصيبها بالدوار .. جرعت من كوب الماء على المائدة .. و حاولت أن تهضم إهانته .. و تتناسي جدالها ..
تاهت مع دقات الساعة .. في ما حددث لها .. صدمها كثيرا أنها بعد عراكها في الدراسة .. و سهرها .. أن تجد من يقول لها لا عمل .. ثم تعيش معه فيأمرها بإحضار الطعام له و ينهاها عن أقوال إعتادت عليها .. ثم تظهر الصورة الثانية في ذهنها .. عن آخرشجار لهما .. تريد أن تخفي الصورة التى امتدت فيها يدها على زوجها .. تخفي الوقت الذى علا فيه صوتها على زوجها .. منظر الجيران الذين تجمعوا ليفضوا الاشتباك .. رأسها يدور .. تنظر إلى الساعة .. الواحدة بعد منتصف الليل .. الثانية .. الثالثة .. و لا تتوقف ثانية عن التفكير .. تتوقع أن تنفجر رأسها في أى لحظة .. لكن الدماء من رأسها ستفسد الثوب الذى تنتظر به زوجها .. تتمنى أن يصيبها الإغماء أو يغلبها النعاس .. أو الموت .. أيهما أسرع ..
  لكن هيهات .. تتذكر حفل زفافها .. تعود بالذاكرة إلى فترة الخطوبة .. و كيف كانت تقنع نفسها به بعد أن هجرها حبيبها .. فأرادت الإنتقام .. و أن توافق على أول من يدق بابها .. آه .. ها هى تصارح نفسها بالحقيقة التى لا تعترف بها أبدا .. هى مخطئة في حق زوجها كثيراً مواقف كثيرة لم يتخلى فيها عنها .. الساعة .. لم لم تستطع أن تميز أرقامها .. غلبها النعاس.. خيل إليها أن الساعة توقفت .. زوجها لم يحضر .. إنه نهار اليوم التالى ..في الوقت اذي نامت فيه رأت فيه حبيبها و زوجها و كأن زوجها روحه خرجت منه و دخلت في صورة الشخص الآخر..
اتجهت إلى صندوقها الصغير الذى تحتفظ فيه بصور حبيبها السابق و أحرقتها..كانت تنظر بتشف واضح لهذه الصور و هى تُحرق و إن جرأت دمعة على أن تتحجر بمقلتيها سرحت مرة أخرى مع هذه النيران الملهمة .. و انتظرت حتى تخمد..لكن رائحة الدخان كانت تملاء البيت .. فجرجت لتجد النيران مشتعلة في المنضدة بسبب الشموع التى نسيتها .. و أكلت هذه النيران الطعام و كل شىء .. تصارعت بداخلها الرغبة في أن تترك النيران تلتهما و ترتاح من ماضيها الأليم .. و حاضرها المشين .. لكن عز عليها أن تترك زوجها الذي أهانته دون مجرد إعتذار .. تصاعدت رغبتها في الحياة .. بمجرد أن تذكرته .. و صارعت النيران التى بلغتها ؟؟ و ارتفعت إلى أطراف ثوبها ؟؟ لو تشعر بعدها .. سوى بأن حلقها يؤلمها من الصراخ و رجليها تتألمان من الإسراع بالهرب .. بالحياة .. بالأمل .. و المستقبل .. وجدت نفسها خارج البيت .. أدركت أنها على قيد الحياة .. لم ترى عيناها سوى زوجها .. الذى تتدافع بين الحشود التى تجمعت .. احتضنها بشدة ..و قالت له كلمة عادية : آسفة..
تأبطت زراعه فوجدت أنها لا تقوى على السير .. حملها إلى المستشفى .. ناسيا مبيته تحت المنزل لتردده أن كان سيتركها أم لا .. إختفي الزوجان مبتعدنين .. تاركين الدخان و النيران .. و جموع الجيران المحتشدين يضربون كفا بكف متباينين المشاعر ...