الثلاثاء، 30 يونيو 2009

صندوق القلوب

صندوق القلوب (قصة قصيرة)

يحكى أن .. في بلاد بعيدة عن أرضنا ..البعض قالوا عالم فوق السحاب والبعض قالوا أنها في مملكة تحت البحار .. و قد تزايدت ضغوط الحياة و القلق في هذه البلاد المتقدمة عنا بملايين السنين .. تجمعت الشابات كالعادة في مبنى كبير من طابق واحد .. و جلست كل فتاة بانتظار مصيرها المحتوم .. كانت كل منهن متخذة هيئة معينة تبعا لحالاتها .. و تنبعث منها هالة ضوء معينة بلون خاص .. إحداهن تجلس مكومة و رجلها مثنية لأسفل .. و تنبعث منها هالة خضراء .. و أخرى تقف متحفزة ثائرة - كأنها ستقتل شخصا ما- ينبعث منها ضوء أحمر .. و أطياف متقطعة زرقاء من فتاة تبكي في صمت .. بنات حسنا وات .. و حركة هادئة كالحلم .. وجوه و ألوان .. كان المكان نفسه يكتسي بألوان لا نهائية و له رائحة غريبة من عالم الخيال .. و له منفذ واحد .. و هو باب تقف عليه سيدة كبيرة نسبيا .. في السن و الحجم .. جامدة الملامح .. تستقبل كل فتاة تخرج من هذا المكان ......... لتأخذ قلبها........كما تنص التقاليد على كل بنت في مقتبل حياتها .. لكي تتحمل الحياة و تواجهها بلا آلام .. إنسابت البنات في تهالك و صمت .. خارجات الواحدة تلو الأخرى .. تُخرج قلبها و تسلمه للسيدة .. ليوضع بترتيب معين في صندوق القلوب .. جاء دور فتاة شفافة كلها إلا من سواد الكحل الذي ينساب مع دموعها .. حيث تداعت ذكرياتها .. و تذكرت كيف كانت لا تستمع إلا إلى ضوء القمر الأبيض .. كان دائما ما يتسلل إلا حجرتها ، أجبُنَ الآن عن مساعدتها ؟! أم تُراهُ تاهَ وسط الظلام ؟؟؟؟؟؟! لم تصدق أنهم يريدون منها التخلى عن قلبها الذي لم تكن تتحرك إلا بأوامر منه فقرر قلبها مساعدتا و انتعش به الأمل .. فأمرها بإنقاذ نفسها و الفتيات الخارجات لتوهن بلا قلوب .. أتتها قوة خرافية تواجه بها السيدة الضخمة .. و تختطف الصندوق .. ثم تسرع إلى الفتيات لتعيد قلوبهن ... ...لكن كن قد أدركن تماماً بعقلهن ما يجب عمله فأخذوها بالقوة .. و أعادوا صندوق القلوب ليزينه قلبها الأبيض ... فخرجت للحياة مع الفتيات الآليات متخذة لوناً قاتماً مثلهن..