دُمـــــيـــة
ومضت في ذهنى ذكريات تلك الدمية .. لم يكن ما ذكرنى لعبي بها مع الأطفال في الشارع يوم أن قررت اللعب معهم .. و لا نظراتهم المغتاظة التى انطلقت لكلماتهم .. لإن دميتى الأجمل و أنا أيضاً نظيفة و مرتبة .. تمنى الأطفال لو أحظى ببعض العبث و الفوضى مثلهم ..
نعود لومضة ذهنى التى أعادت لذاكرتى النور الذى كان يشع من أقراط الدمية و هى تغنى إذا ضغطت عليها .. نور أحمر لا يبعث على الإطمئنان مطلقاً .. خصوصاً مع إطفاء المصباح .. كنت أقوم بذلك ليتوهج النور من الأقراط بشكل أفضل وسط الظلام . و الغناء الذي كان يبعث الرعب في قلب الطفلة لا السعادة كما هو مفترض منه .. و إنعكاس الضوء الأحمر على الوجوه إن وجدت .. شــعـور قــارص بوحدة مجهولة ..
كبرت الآن .. دمية ٌ أنا .. منمقة و جميلة .. تفعل ما ينبغى فعله .. و مطيعة .. تحفظ المقررات .. تُناقش في السياسة .. تُقابل الجميع بإبتسامة .. كما ينبغي للدُمى في وجهات المحال أن يبتسموا ..جمال ذاتى.. ثلجى.. أخرس .. حقاً جديرة بالحسد .. لكن هذا الشعور نفس شعور وحدتى و أنا صغيرة .. مع الإختلاف "شعور الأنثى " المحمولة داخل طبقات الفستان .. أشعر به أوراق زهرة لم تتفتح .. بالصمت لم تتفتح الزهرة ..
صرخة قوية داخلى ترغب في التحرر .. صرخة بصوتى لا بالصوت المفروض ..صوت يخرج من إنسانيتى و ليست الآلة .. سأغنى .. غناء مطمئن خلاق ... سأنسي ذكريات الدمية الحمقاء ..
أغنى أو أكتب شعراً .. أرسم شجراً و بشراً .. لأكون أنا سأكون للناس .. أنسى الدمية .. أنسي الطفلة .. أنسى الجمال الظاهرى المصطنع ... صرختى معها الناس إنها لهم بكل الحب المختبئ .
البقاء للجملة الخالدة :"نصيبنا من الخلود هو ما نضيفه إلى وعاء الكل "*
تمت
آيـــه فـــوزى
22/2/2011
* الجملة الأخيرة : ل د. مصطفي محمود